فصل: قال في ملاك التأويل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال الأزهري: خرقها: قطعها، قال النحاس: وهذا أبين كأنه مأخوذ من الخرق، وهو: الفتحة الواسعة، ويقال: فلان أخرق من فلان: أي أكثر سفرًا، والإشارة بقوله: {كُلُّ ذلك} إلى جميع ما تقدّم ذكره من الأوامر والنواهي، أو إلى ما نهى عنه فقط من قوله: {وَلاَ تَقْفُ} {وَلاَ تَمْشِ}.
قرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، ومسروق {سيئه} على إضافة سيء إلى الضمير، ويؤيد هذه القراءة قوله: {مَكْرُوهًا} فإن السيء هو المكروه.
ويؤيدها أيضًا قراءة أبيّ: {كان سيئاته} واختار هذه القراءة أبو عبيد.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: {سيئة} على أنها واحدة السيئات، وانتصابها على خبرية كان، ويكون {مكروهًا} صفة ل {سيئة} على المعنى، فإنها بمعنى سيئًا، أو هو بدل من {سيئة} ؛ وقيل: هو خبر ثانٍ ل {كان} حملًا على لفظ {كل}، ورجح أبو علي الفارسي البدل، وقد قيل في توجيهه بغير هذا مما فيه تعسف لا يخفى.
قال الزجاج: والإضافة أحسن، لأن ما تقدّم من الآيات فيها سيء وحسن، فسيئه المكروه.
ويقوّي ذلك التذكير في المكروه، قال: ومن قرأ بالتنوين جعل {كل ذلك} إحاطة بالمنهيّ عنه دون الحسن.
المعنى: كل ما نهى الله عنه كان سيئة وكان مكروهًا.
قال: والمكروه على هذه القراءة بدل من السيئة، وليس بنعت.
والمراد بالمكروه عند الله: هو الذي يبغضه ولا يرضاه، لا أنه غير مراد مطلقًا، لقيام الأدلة القاطعة على أن الأشياء واقعة بإرادته سبحانه، وذكر مطلق الكراهة مع أن في الأشياء المتقدّمة ما هو من الكبائر إشعارًا بأن مجرّد الكراهة عنده تعالى يوجب انزجار السامع واجتنابه لذلك.
والحاصل: أن في الخصال المتقدّمة ما هو حسن وهو المأمور به، وما هو مكروه وهو المنهيّ عنه، فعلى قراءة الإضافة تكون الإشارة بقوله: {كُلُّ ذلك} إلى جميع الخصال حسنها ومكروهها، ثم الإخبار بأن ما هو سيء من هذه الأشياء وهو المنهي عنه مكروه عند الله، وعلى قراءة الإفراد من دون إضافة تكون الإشارة إلى المنهيات، ثم الإخبار عن هذه المنهيات بأنها سيئة مكروهة عند الله.
{ذلك مِمَّا أوحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الحكمة} الإشارة إلى ما تقدّم ذكره من قوله: {لاَّ تَجْعَل} إلى هذه الغاية، وترتقي إلى خمسة وعشرين تكليفًا، {مِمَّا أوحى إِلَيْكَ رَبُّكَ} أي: من جنسه أو بعض منه، وسمي حكمة لأنه كلام محكم، وهو ما علمه من الشرائع، أو من الأحكام المحكمة التي لا يتطرق إليها الفساد، وعند الحكماء: أن الحكمة عبارة عن معرفة الحق لذاته، و{من الحكمة} متعلق بمحذوف وقع حالًا، أي: كائنًا من الحكمة، أو بدل من الموصول بإعادة الجار، أو متعلق بـ {أوحى}.
{وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ الله إلها ءاخَرَ} كرر سبحانه النهي عن الشرك تأكيدًا وتقريرًا وتنبيهًا عن أنه رأس خصال الدين وعمدته.
قيل: وقد راعى سبحانه في هذا التأكيد دقيقة، فرتب على الأوّل كونه مذمومًا مخذولًا، وذلك إشارة إلى حال الشرك في الدنيا، ورتب على الثاني أنه يلقى {فِى جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا} وذلك إشارة إلى حاله في الآخرة، وفي القعود هناك، والإلقاء هنا إشارة إلى أن للإنسان في الدنيا صورة اختيار بخلاف الآخرة، وقد تقدّم تفسير الملوم والمدحور.
{أفأصفاكم رَبُّكُم بالبنين واتخذ مِنَ الملئكة إِنَاثًا} قال أبو عبيدة: {أصفاكم}: خصكم، وقال الفضل: أخلصكم، وهو خطاب للكفار القائلين بأن الملائكة بنات الله، وفيه توبيخ شديد، وتقريع بالغ لما كان يقوله هؤلاء الذين هم كالأنعام بل هم أضل، والفاء للعطف على مقدّر، كنظائره مما قد كررناه.
{إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ} يعني: القائلين بأن لهم الذكر ولله الإناث {قَوْلًا عَظِيمًا} بالغًا في العظم والجراءة على الله إلى مكان لا يقادر قدره.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا في هذا القرءان} أي: بينا ضروب القول فيه من الأمثال وغيرها، أو كررنا فيه؛ وقيل {في} زائدة، والتقدير ولقد صرفنا هذا القرآن.
والتصريف في الأصل: صرف الشيء من جهة إلى جهة؛ وقيل: معنى التصريف: المغايرة، أي: غايرنا بين المواعظ ليتذكروا ويعتبروا، وقراءة الجمهور: {صرّفنا} بالتشديد، وقرأ الحسن بالتخفيف، ثم علل تعالى ذلك فقال: {لّيَذْكُرُواْ} أي: ليتعظوا ويتدبروا بعقولهم ويتفكروا فيه حتى يقفوا على بطلان ما يقولونه.
قرأ يحيى بن وثاب، والأعمش، وحمزة، والكسائي: {ليذكروا} مخففًا، والباقون بالتشديد، واختارها أبو عبيد لما تفيده من معنى التكثير، وجملة {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} في محل نصب على الحال، أي: والحال أن هذا التصريف والتذكير ما يزيدهم إلاّ تباعدًا عن الحق وغفلة عن النظر في الصواب، لأنهم قد اعتقدوا في القرآن أنه حيلة وسحر وكهانة وشعر، وهم لا ينزعون عن هذه الغواية ولا وازع لهم يزعهم إلى الهداية.
وقد أخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم} قال: كانوا لا يخالطونهم في مال ولا مأكل ولا مركب حتى نزلت {وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فإخوانكم} [البقرة: 220].
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {إِنَّ العهد كَانَ مَّسْئُولًا} قال: يسأل الله ناقض العهد عن نقضه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية، قال: يسأل عهده من أعطاه إياه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وَأَوْفُوا الكيل إِذا كِلْتُمْ} يعني: لغيركم {وَزِنُواْ بالقسطاس} يعني: الميزان، وبلغة الروم: الميزان: القسطاس: {ذلك خَيْرٌ} يعني: وفاء الكليل والميزان خير من النقصان {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} عاقبة.
وأخرج ابن أبي شيبة، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: القسطاس: العدل بالرومية.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: القسطاس: القبّان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: الحديد.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَلاَ تَقْفُ} قال: لا تقل.
وأخرج ابن جرير عنه قال: لا ترم أحدًا بما ليس لك به علم.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن الحنفية في الآية قال: شهادة الزور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَّسْئُولًا} يقول: سمعه وبصره وفؤاده تشهد عليه.
وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله: {كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَّسْئُولًا} قال: يوم القيامة أكذلك كان أم لا؟.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وَلاَ تَمْشِ في الأرض مَرَحًا} قال: لا تمش فخرًا وكبرًا، فإن ذلك لا يبلغ بك الجبال ولا أن تخرق الأرض بفخرك وكبرك.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: إن التوارة في خمس عشرة آية من بني إسرائيل ثم تلا {وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ الله إلها ءاخَرَ}.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {مَّدْحُورًا} قال: مطرودًا. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [الإسراء: 41]، وفيما بعد: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الإسراء: 89]، وفي الكهف: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54]، ففي الأولى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ} وفي الثانية: {لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ} وفي الثالثة: بتأخير الناس، يسأل عن ذلك؟ والجواب عنه، والله أعلم: أن الأولى وقع قبلها: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا} [الإسراء: 40]، وهذا خطاب مراد به كفار العرب، فلم يذكر فيه لفظ الناس العام لهم ولغيرهم، إذ الخطاب خاص بهم.
وأما الآية الثانية فقبلها: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [الإسراء: 88]، ثم قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ} [الإسراء: 89]، فخض الفريقين وعين ممن ذكر الناس اعتناء بهم، أعني بالجنس الإنساني، ليظهر شرفهم على الجن، وقدم الناس لما يعطيه تقديم المجرور، وقد مر هذا، وأيضًا فلثقل التكرر فيما تقارب، ولو قيل: ولقد صّرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل فأبي أكثر الناس إلا كفورًا لجاء لفظ الناس كأنه قد أعيد متصلًا، والعرب تستثقل مثل هذا، فقدم المجرور ليستحكم الفصل فلا يستثقل.
وأما آية الكهف فلم يتكرر فيها لفظ الناس فيقع استثقال، فقدم قوله: {فِي هَذَا الْقُرْآنِ} [الكهف: 54]، لأن تقديمة أهم، إذ هو أبلغ في تنبيههم على الاعتبار. وقد مر قول سيبويه في مثل هذا.
وأما آية الكهف فلم يقع قبلها ذكر الثقلين معًا فيحتاج إلى ذكر تقديم الناس كما احتيج في آية الإسراء، ألا ترى أن فصل آية الكهف: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} [الكهف: 52] الآية، فلم يرد فيها ما في الأخرى، وكان الأهم ذكر القرآن الشافي لمعتبر ما صُرف فيه من الأمثال. فقيل: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الكهف: 54]، ولكون الخطاب عامًا في الإنسان لم يكن بد من ذكر الناس، بخلاف الآية الأولى من سورة الإسراء، إذ خطابها خاص بالقائلين من كفار العرب: إن الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، فقد ورد كل من هذه الآيات على ما يناسب ويلائم ما اتصل به.
وأما ختام الأولى بقوله: {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [الإسراء: 41] فالضمير للمذكورين ممن خص بمقصود الخطاب المكنى عنهم بقوله: {لِيَذَّكَّرُوا} وأما أعقاب الثانية بقوله: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [الإسراء: 89] فلتعطي إعادة الظاهر من التعنيف والتقريع ما لا يعطيه المضمر، ولأن أول الخطاب وصدر الآية لما قدم فيه ذكر الناس لشرف الجنس الإنساني على الجن، ثم لم يكن ممن لم يؤمن إلا العناد، قيل: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ} ليعطي بفحواه أن كأن قد قيل: فأبى أكثر الناس على تشريفهم وتفضيلنا إياهم إلا الكفر، فأحرز الظاهر مالم يكن ليحرزه إضمارهم، فتأمل ذلك.
وأما قوله عقب آية الكهف: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] فمن المعلوم جدال كل فرد ومعاند عن دينه ومذهبه، قال تعالى: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} [الأنفال: 6]، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} [غافر: 69]، وإذا كان الجدال من صفة كل مخالف في مذهب أو معتقد لم يبق السؤال هنا إلا عن وجه تخصيص هذه الآية بوصف الإنسان هنا بالجدل؟ والجواب أنه وصف هنا بذلك ليكون ختام هذه الآية هذه الآية تمهيدًا لما سيأتي بعده من قوله تعالى: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [الكهف: 56]، فلما بني هذا على الآية، واتصل الكلام والتحم نوسب بينهما، وليس في الآيتين قبل، ولا فيما تقدم كل واحدة منهما، وفيما بني عليهما، ما يستدعي ذكر الجدل ولا الوصف به، فلذلك أعقبت كل واحدة منهما بما تقدم، فأعقبت الأولى بقوله تعالى: {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} لما بين من استدعاء الآية ذلك، وأعقبت الثانية بقوله: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} لما بين أيضًا عند ذكر ذلك، وأعقبت هذه الأخرى بما يناسب ما ورد عليه بعده، وجاء كل على ما يجب. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40)}.
جَوَّزوا أن يكون لله سبحانه ولدٌ، وفكَّروا في ذلك، ثم لم يَرْضَوْا حتى جعلوا له ما استنكفوا منه لأنفسهم، فما زادوا في تَمَرُّدِهم إلا عُتُوَّا، وفي طغيانهم إلا غَلُوًَّا، وعن قبول الحق ِّ إلا نُبُوًَّا.
{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)}.
بيَّن أنه لو كان الصانعُ أكثرَ من واحدٍ لَجَرَى بينهم تَضَادٌ وتمانُعٌ، وصحَّ عند ذلك في صفتهم العجزُ، وذلك من سِمات المحدثات.
ثم قال سبحانه- تنزيهًا له عن الشَّريك والظهير، والمعين والنظير.
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} الأحياءُ من أهل السموات والأرض يُسَبِّحون له تسبيحَ قالة، وغير الأحياء يسبح من حيث البرهان والدلالة. وما من جزءٍ من الأعيان والآثار إلا وهو دليل على الربوبية، ولكنهم إذا استمعوا توحيدًا للأله تعجبوا- لجهلهم وتَعَسُّر إدراكهم- وأنكروا. اهـ.